حطام الدولة العظمى وجيوش الزبالين
يوم جديد، وعراق أيضاً جديد
فالنجمع الناس كي تروى الحكاية
قديمة هي، تتجدد بدعاء أشرافنا علينا، أم شفقة فينا
لا ندري، فأن صراخ الابرياء في الطف يعلو
في كل يوم، ليل نهار.... تجري دماء الحسين فيها
شاهداً معنا أم علينا، لا ندري
لأن دماء الشرفاء تصان ولا تهدر
بل تهدر دمائنا دونهم، فقلوبنا معهم
لكنهم تركوا...... وسيوفنا عليهم !
وتدور الايام.... ويعكس الفقر صورة مخيفة
نحن نأكل بعضنا، ثم نحزن على ما فعلنا....بأنفسنا
ثم نعود لنقتل من هم أفقرنا
وبعدها.... نحزن
ويا حبنا للحزن تلذذاً، يعود في كل عام علينا
وفي كل عام ….نأكل ونشبع
ثم نحزن، ولا نتعلم
بأن الخير والعزة مقود بخيلها... لا بمفسديها
وشعبنا...... ينشد النوى
فالننشد معه !
لتكون بذرة التغيير فينا..... قبل الأنقراض!!
يا الله....وكأن الحزن مكتوب علينا ؟؟
يأكلنا تارة قاهراً، وتارة فقراً،
وحتى من التواضع المبالغ أحياناً
لكننا ندفع الثمن، مرة بعد مرة
يوم بعد يوم، وكأنها لعنة أشرافنا الذين سقطوا
يوم بيعت الآخرة بدراهم الدنيا وجبروت السلطان
ويوم تركنا أحباء الله تحت الشمس ونور وجوههم البريئة
وها نحن نقف مرة أخرى، لنروي حكاية الفقراء
في ذات المدينة التي أطعم تمرها العراق بأسره
وتجاوز البصرة بكرم أرضها
يعيشون العوز والبلاء معاً
يعيشون عراق فيه النفاق والكذب يتشقق في الأرض كالسرطان
يوم..... يعاد علينا في كل جيل
عراق كبير، لكنه حطام
يختنق جوعاً تحت بطون من لا يشبع
وكرب الدهر....... وغم الأرض لأهلها
هنا جيش عراقي من الفقراء، فيا بغداد أبشرى
جائكي الفرج...... من أرض السواد
سينهض المقدس تحت أرضها وترابها
فهنا يرقد أحب الناس الينا........والفقراء
نعم....عجيب أمر من جاع، ولم يخرج شاهراً سيفه !!!
وهنا يطعن العراقي في ضهره.....كل يوم
هنا هولاكو عاد منذ تسع عجاف
ومعه يزدجرد يقطر حقداً.....قدما معاً
هنا كربلائنا في العراق
وهنا العراق، مختزل في كربلاء !!

garbage.pdf |