انه العالم الاندونيسي النبيل, والمُشرع القانوني الدولي الكبير, البروفسور الدكتور مختار كوسوما اتمادجا (Mochtar Kusumo Atmadja), الرجل الذي لم يرضخ لرغبات الطامعين بثروات العراق, ولم ينحاز للكويت على حساب الحقوق العراقية, ولم يفرط بمياه العراق الإقليمية وممراته الملاحية, ولم يشترك في جريمة تضييق الخناق على موانئنا, فاستحق أعلى درجات التكريم والتقدير, ونال أرفع أوسمة الشرف, وكتب اسمه في سجلات الفرسان العظام.
ولد المختار في مدينة (باتافيا) الاندونيسية, في السابع عشر من نيسان (ابريل) من عام 1929, ومازال محتفظا بنشاطه وحيويته, متمتعاً بلياقته الذهنية والبدنية, وتألقه العلمي والمهني.
ويعود إليه الفضل الكبير في صياغة النظرية الفقهية لتقسيمات المياه الأرخبيلية(Archipelagic theory of territorial seas), وصياغة أحكامها الواردة في القانون الدولي,
ختاما نقول إذا كان رئيس لجنة تخطيط الحدود العراقية الكويتية, هو المُشَرّع القانوني الأكفأ والأعلم في عموم أقطار كوكب الأرض, وهو الذي قال لا للقوى الاستعلائية المنحازة للكويت, وهو الذي رفض حرمان العراق من حقوقه البحرية المشروعة, ألا يفترض ببعض العراقيين المتحذلقين من أصحاب المواقف الوطنية المتأرجحة والتصريحات المتذبذبة أن يخجلوا من أنفسهم, ويحذوا حذو هذا الرجل الذي لا تربطنا به أية رابطة قومية أو وطنية, فيصححوا مواقفهم ويقولوا كلمة الحق قبل فوات الأوان, ألا يفترض بالعراقيين الذين آثروا الصمت والسكوت أن يخرجوا من سباتهم ويرفعوا أصواتهم بوجه الباطل ؟, ألا يفترض بالأكاديميين أن يشمروا عن سواعدهم, ويشحذوا هممهم, ويكشفوا للعالم بطلان قرار تخطيط الحدود من خلال انجاز الدراسات المعمقة والأبحاث الرصينة ؟, ألا يفترض بالحكومة العراقية أن تستأنس برأي هذا الرجل ؟, وتستعين به في مساعيها الشرعية نحو ثبيت حدودنا البحرية, وتستفيد من تجربته في الدفاع عن ممراتنا الملاحية على أسس العدل والحق والإنصاف ؟, ألا يفترض بها أن تبعث وفودها إلى اندونيسيا لتوثيق شهادة هذا الرجل العملاق قبل أن يتوفاه الله وينتقل إلى العالم الآخر سيما انه قد تجاوز العقد الثامن من العمر ؟.
لقد كان المختار منصفا في تحكيمه, عادلا في مواقفه, صادقا في كلماته, مؤمناً بعدالة الله جل شأنه, كارها للظلم والباطل, وسينصفه التاريخ على شجاعته ونزاهته وعلمه وعبقريته. .