حسبنا الله ونعم الوكيل ...
حسبنا الله ونعم الوكيل على من ظلم .. من تكبر وتجبر .. على كل من هجر الشعب سرق قوته واعتقل ولدهمهما بعدنا سنعود .. اقسم بترابك ياعراق سنعودرسالة من غالي وكم من الغوالي صار بعيد .. اقرأوها .. انها قصه الكثير ممن تغرب لكن الروح هناك .. في العراق
صقرالعراق
أحبائي ابناء وطني اينما كنتمفي جمهورية الرعب التي كان اسمها العراق العظيم اوفي المنافي ومدن الشتاتسلام الله ورحمته .ترددت طويلا بمخاطبتكم بعد ناءت اكتافي بحمل معاناة الغربه فقد شاءت ارادة الله ان اغادر وطني بعد 75 عاما من الثبات وتحمل الهموم والالام .. استميحكم عذرا اذا ابلغتكم بأني وبعد صراع مع الذات سأتوقف عن استلام والرد على رسائل الاحبه والتوقف عن متابعة مجريات الاحداث حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .لقد اتخذت القرار بمغادرة الوطن والاحبه بعد ان ضاقت بي الارض على رحبها في شهر مايس متوجها الى احدى الدول للأقامه .. وهو قرار عشت معه في صراع مرير فكيف اهجر ارضا عشت في ربوعها كل تلك السنين دون ان نتخلى عنها وخاصة في هذا العمر المتأخر لكن شجابرك على المر كول الامر منه .شددت الرحال اقدم رجلا وأؤخر اخرى وعشت تلك الشهور بين سندان الحنين ومطرقة القلق في وطن مستباح يفتقد لأبسط متطلبات الحياة في جو صار فيه معظم الناس مخبرين للسلطه وبعضهم بالمجان بحيث يحصون عليك انفاسك والويل كل الويل لمن ينتقد او يشتم جارة السوء ايران ويعدد جرائمها ويحذر الناس من مغبة السير وراء خدعها واباطيلها غادرت ارض الوطن حاملا هموم وطن جريح وشعب مظلوم تجرع كئوس الظلم والاهمال منذ ان وطئت اقدام المحتل ارض العراق وحملت دباباته وشاحنات حرس خميني غلاة الفرس المجوس وعملائهم واستبيح العراق من شماله الى جنوبه بكل قسوة وشراسه .. تأملت ان تستقر الامور وتخف معاناة ذلك الشعب الجريح لكن كل يوم يمر اسؤا من سابقه حيث تآمر علينا الاحتلالين الامريكي والفارسي وكان لابد من الرحيل .كنت اتابع الاحداث مما تزيد من همومي ومعاناتي بالاضافة الى هموم الغربه التي اثقلت كاهلي فقد اصبت جراء تلك الهموم بمرضين كنت خاليا منها وهما ضغط الدم والسكر .. فقد كنت اشاهد الفضائيات واقرأ رسائلكم ثم افتقد للنوم المريح واقضي الليل مسهدا وانا اسأل نفسي : الاتكفي الام الفراق ؟ شعرت بالمرضين التي كنت خاليا منها اذ قبل قراري بالرحيل راجعت عيادة مختصه وكانت النتائج سليمه تماما فضغط الدم كما دونته في مفكرتي كان 150/75 اما نسبة السكر فقد كانت لاتزيد عن 98 .. في بلد الاغتراب ونتيجة للهموم المتراكمه والارق الدائم وجدت نفسي اشكو من عوارض غير طبيعيه فقد كثر ترددي على دورة المياه والشعور بالعطش المستمر ثم الصداع وطنين في الاذن فراجعت المستشفى الذي اتعالج فيه وكان الطبيب اجنبيا وعلى الاكثر نيوزلنديا وبعد فحوصات مبدئيه وجد الطبيب ان ضغط الدم وصل الى مستويات عاليه 180/100 ونسبة السكر 220 صائما .. وقد سألني الطبيب عن جنسيتي فاخبرته باني من العراق .. هز رأسه بأسى وقال: لاعجب ان تصاب بهذه الامراض .. فبلدكم يمر بمأساة انسانيه .. بعد تفكير عميق ارتأيت ان ابتعد عن اسباب الاثاره رغم انها تتبعني كظلي فقد وصلني خبر اعتقال رفيقين من اصدقاء الطفوله وهواية الصيد على ايدي ازلام الحكومه الاول بتهمة التعاطف مع مايسمونه حزب البعث الصدامي والسبب ان احد المخبرين جاءه طالبا علبة خرطوش صيد فرفض اعطاءه لانه بحاجة لها فما كان منه الا ان ينسب اليه تهمة التعاطف مع الحزب .. اما ألاخر فكل جريمته انه قال بأن حكومة الاحتلال تشرب من دماء الفقراء بحرمانهم من حصتهم التموينيه وان حكومة ماقبل الاحتلال اكثر اهتماما بالمواطن فكان عليه ان يدفع الثمن لكن الحمد لله بعض الخيرين من المسئولين الذين يعرفونهم شهدوا بأن ليس لهم علاقة بأي جهة او حزب فأطلق سراحهم بعد ثلاثة ايام من التوقيف.
استمحيكم عذرا لوطلبت من اعزائي التوقف عن ارسال رسائلهم لأني حتى الان لم اقرر توفير كومبيوتر وخط انترنت وسأوخر الموضوع حتى تتضح معالم الصوره مع ذلك توقفت عن مشاهدة التلفزيون واكتفي بالافلام والمسلسلات بعيدا عن الاخبار خاصة قنوات العراق الفضائيه لأنها تزيد من تعاستي ومعاناتي.
اعدكم ووعد الحر دين بأن سأعود لكم حالما تزول المسببات خصوصا ونحن على ابواب انسحاب المحتل ولا احد يدري ماقد تحمله الايام في طياتها .. لذا ارجو من احبتي مساعدتي في التخلص من بعض هموم الوطن الجريح مكتفيا بهموم الغربه حتى يزول سبب عزوفي عن اللجوء للأنترنت تخفيفا لمسببات الهموم التي قصمت ظهري.
اللهم عجل فرجك عن شعبنا الجريح واكتب لكل مغترب عودة عاجله وليست آجله مع تقديري لكل من يساندني في هذه المرحلة الدقيقه وجزى الله الجميع خيرا .. حفظكم الله ووفقكم لانقاذ هذا البلد المستباح وحسبنا الله ونعم الوكيل.
اخوكم المغترب ميثم