المصدر: البريد الالكتروني 2011/04/16
ماذا اصابك أيها الطائـر الأخضـر
منذ الطفولة ونحن نتذكر طائرنا الأخضر الذي حلق في سماء الدنيا يحمل أسم العراق وينقل من أبناءه وكل من كان يزور العراق ذهاباً وأياباً، كان أفضل ما اذكر عن الطائر الاخضر هو الألتزام في المواعيد، أما خدمات التظييف فلم تكن يوماً ممتازة وكانت بسيطة بشكل عام، هذا الطائر الأخضر كان من أوائل خطوط الطيران في المنطقة وبلغ أوج خدمته للعراق العراق فترة الثمانينيات حيث كان يحمل الركاب، والبضائع من وإلى العراق وتربى تحت جناحيه أجيال من الطيارين، والمهندسيين الأكفاء بشهادات دولية ، أجيالا ما زالت تتصل فيما بينها وتتواصل أجتماعياً رغم الصعوبات التي واجهتها شركة الخطوط الجوية العراقية.
إني مواطن عراقي واحد الطيارين وكثيراً ما أتابع أخبار الطائر الأخضر، ولأنني تصفحت موقعكم موقع شباب العراق للإحصاء والمسح وأحببت ما فيه، قررت الكتابة عن موضوع مهم وقد فات الكثيرين في زحام الأحداث والمأسي أن يسألوا عن الطائر الأخضر وما حل به.
منذ أيام وأنا في زياره إلى دمشق كنت أسير قرب فندق الشام وتذكرت أن في هذا الفندق (فندق الشام) أجتمع كثيرون ممن أدعوا الوطنية في عام 1991 وكانوا يزايدون في ما بينهم في الشعارات والأجندات الوطنية كما أدعوا في وقتها، ودارت السنين والاقدار وفي غفلة من الزمان، ها هم اليوم يحكمون في العراق بعد أحتلاله الذي تجاوز 8 سنوات ولم نجد شيئاً من وعودهم تحقق على أرض الواقع. كان الفندق على يمنيني فأبتعدت ممتعضاً إلى اليسار ودخلت الشارع الأخر وأذ أفاجئ بمكتب الخطوط الجوية العراقية وتسارعت دقات قلبي وكأني اقف امام الاحبة والاهل. ولكن مهلاً، الشعار قد تغير لونه من اللون الأخضر إلى اللون الأزرق، فأقتربت من المكتب قبل إغلاقه وسألت أحد الموظفات عن متى تغير لون الخطوط الجوية العراقية من اللون الأخضر إلى اللون الأزرق وكان جوابها قبل 9 أشهر وابتسمت. ولكن الابتسامة كانت تخفي امر لا تريد قوله. كانت تود ابلاغي بشكل غير مباشر بأن هناك امر غير صحيح، ثم سألتها عن المدن التي تصلها الخطوط الجويه العراقية اليوم بعد أن كانت تصول وتجول في أقاصي الدنيا، واليوم يقتصر دور الخطوط الجوية العراقية على الوصول إلى عمان، ودمشق، وأسطنبول، طهران، بنغلادش، وباكستان، ومصر، والامارات، فشكرتها وغادرت.
وبعد خروجي نظرت إلى الشعار مره أخرى وكان من المضحك أن يكون المكتب المجاور عائد للخطوط الجوية الكويتية وأكثر جنوباً من ناحية الأتجاه وكأنه واقع حال وأنعكاساً للجغرافية حيث أن مكتبهم كان أصغر كما هي الكويت زما ادراك ما هي الكويت يا عراقيين!!!
وللحظة ما، وبناءاً على سجل الأنجازات الباهر لحكومات العراق بعد الأحتلال تسألت مع نفسي هل من الممكن أن يكون من هو مسؤول عن وزارة المواصلات في العراق اليوم أو من هو أعلى منه قد باع الخطوط الجوية العراقية إلى الكويت؟ وبناءاً على ذلك تغير الشعار من اللون للأخضر إلى اللون الأزرق؟ وأن لم يكن الامر كذلك لمذا اللون الازرق هل نفذت الالوان؟
العراق اليوم فرهود لكل من هب ودب ،وقد بيع كل شيء يعتز به العراقيون فماذا يمنع اللصوص من بيع حتى الخطوط الجوية العراقية سراً أو علنياً ؟ ولكنني وبكل أمان أتسائل ولا أعرف أن كان هذا أمر قد وقع فعلاً ! ولكن لماذا تقوم أي جهه بتغيير لون الخطوط الجوية العراقية من الأصل؟ سؤال طرحته على الكثيريين من أصدقائي الذين خدموا الخطوط الجوية العراقية منذ زمن طويل فلم أجد الأجابة!! ثم طرحته على أصدقاء أخرين يعملون حالياً في الخطوط الجوية العراقية ولم أجد الأجابة!! وأطرح السؤال على كل من يعتقد أنه يعرف الأجابة لماذا تم تغيير لون الخطوط الجوية العراقية من اللون الأخضر إلى اللون الأزرق؟
العلم العراقي أفتهمنا أنو الأخوه الأكراد لا يريدون النجمات لكونها تمثل عروبة العراق وبقى أسم الجلالة رغم أضافته من الرئيس السابق للعراق على العلم، وأن كان الهدف تغيير كل شيء قام به الرئيس السابق للعراق، كان الأصح هو رفع أسم الله عز وجل من العلم ولكنهم رفعوا النجمات بدلً عن ذلك وأصبح العلم العراقي أقرب إلى العلم الأيراني من ناحية التصميم الأساسي.
على أي حال نعود إلى طائرنا الأخضر، هل تم تغيير اللون أعتقاداً بأن الخطوة قد تخلص الخطوط الجوية العراقية من الدعاوي الكيدية التي يقوم بها الخطوط الجوية الكويتية لا أعلم ولم يجيبني أحد جواباً وافياً!
سؤال جديد، بعد 8 سنوات من الأحتلال الأمريكي وبعد 8 سنوات من العراق الجديد بقيادة الولايات المتحدة و أيران ، كيف لدولة عدد تعداد نفوسها 30 مليون وخلف حكومتها الولايات المتحدة لا تستطيع أن تحل مشكلة الخطوط الجوية العراقية )يا عمي حتى لو بالواسطة( وهل المشكلة قانونية بحته كما يدعون ؟ لقد رفع الحصار عن العراق بقرار مجلس أممي أستخرجه الامريكان بشكل سريع مثلما وضعوا الحصار بشكل سريع في أيام التسعينيات ولكن الحكومة العراقية مع اصدقاءها في الولايات المتحدة غير قادرين على حل مشكلة الخطوط الجوية العراقية في أن تحلق مره أخرى حره في أجواء العالم؟
لا اجد تفسيراً معقولاً لهذا السؤال يا ناس !!!!!!
في أعتقادي أن الكويتيين لا يريدون التعويضات أن كل ما يهم الكويت منذ أن خلقها الأنكليز وأقتطعوها من العراق هو أيذاء العراقيين والأمعان حقداً وخوفاً من أن ينهض العراق على قدمه مره أخرى وطبعاً دول الجوار وخطوطها المفلسة كلخطوط الجوية الأردنية، طيران الخليج ، فلاي دبي، والعربية، تصول وتجول في سماء العراق مستفيدة من غياب الخطوط الجوية العراقية عن الساحة، وأيام الحصار كانت الحجة تطبيق قرارات الامم المتحدة في حصارها الاجرامي وكان العراقيون يركبون السيارات لساعات طويلة حتى يصلوا الى عمان أو دمشق والمجازفة بمخاطر الطريق الطويل والحوادث المحتملة واهانات ضباط الجوازات في الاردن خصوصاً، الذين تنقصهم التربية والاخلاق، وبعد الاحتلال اصبح المانع الأساسي من مزاولة رحلات منتظمة هي كلف التأمين العالية للطيران إلى العراق حتى ٢٠٠٨ واليوم يتكالبون على رحلات النجف دون الأكتراث ببغداد العاصمة مشجعين بذلك من يريد تقسيم العراق إلى فدراليات ثم إلى دويلات، وفي نفس الوقت ينهبون ما يستطيعون من امول شعبنا الفقير، بحجة توفير خدمات الطيران للعراقيين !!!!
أليس العراقيون والطائر الاخضر أولى بالعراقيين ؟؟؟؟
لقد تحول شعبنا الى خراف استهلاكية لبضائع ومنتجات أيران والخليج الذين سهلوا احتلال العراق وسهر الليالي لخدمة المحتل وقامت شركاتهم بتوفير البيوت الجاهزة لجنوده والطعام وكل ما يحتاجه من مواد البناء، لبناء الحواجز والسجون والمعتقلات للعراقيين. ولا ننسى شركات الاتصال الكويتية مثل “زين” التي تنهب العراقيين ليل نهار. حتى ماء الشرب استورده المحتلون من مصانع “مسافي “ في الامارات وغيرها من الكويت. والله لو اراد المحتل من يقوم بتنضيف احذيته لسارعت شركات الكويت والخليج بأرسال الهنود والبنكلاديشيين الفقراء للقيام بذلك، وان تعذز الامر وجدوا من يقوم بذلك من الذين دخلوا مع المحتل وقالوا انهم عراقيون !!!
عودة الى الخطوط الجوية العراقية، لماذا تسمح سلطة الطيران العراقي بأستمرار الوضع على ما هو عليه، وما الذي فعلة المسؤولون بوزارة المواصلات الممثلة بالوزير؟ ولماذا استقال السيد عدنان بليبل مدير سلطة الطياران العراقي؟ وما الذي أنجزه الكابتن كفاح مدير الخطوط، لأجل العراقيين ولأجل الطائر الأخضر، وهو خرج من بريطانيا هارباً من الأعتقال، على أثر وصول طائرة عراقية إلى لندن قبل عام؟ الم يفكر بأسترداد كرامته وكرامة العراقيين معه ورد الصاع صاعين الى الحاقدين على العراق في الكويت؟ يا أخي على الاقل كون واضح وثبت موقف مع العراقيين ؟!
وأضيف إلى كل هذه الأسئلة، ما الذي يمنع وزارة المواصلات العراقية لمنح شهادة مشغل طائرات على عدد كبير من العراقيين ذوي الخبرة في القطاع الخاص لتشغيل طائرات بأسماء خطوط جديدة تعين الطائر الأخضر على الوصول إلى مدن أخرى وأبعد مثل أوربا، والولايات المتحدة ، وأستراليا، ريثما تحل مشكلة الخطوط الجوية العراقية مع الكويتيين؟
كثيراً ما نسمع أن أدارة الخطوط وسلطة الطيران في العراق لا تعطي هذه الشهادات وتتفاوض مع الكثيرين ثم تنكفئ على نفسها ونسمع كثيراً عن أتفاقيات مبطنة وأن الجهة الفلانية تريد حصة أو الجهة العلانية تريد حصة من التذاكر أو 20 دولار على الرأس، وكأن الركاب يباعون كأغنام ويتناسى الجميع الموضوع الاهم وهو انه لا يمكن القبول بأن العراق بشعبه وحجمه لا يستطيع تشغيل طائراته بسبب قضية مع الكويت والجميع يعلم بأن القضاء في العالم كله يخضغ للضغوط السياسية والاتفاقات الاقتصادية؟؟؟
بعض الأخوة قالوا أن الخطوط الجوية العراقية بكادرها الهندسي اليوم غير مؤهلة، ولكن ما الذي يمنع الخطوط الجوية العراقية أو غيرها ممن تمنحهم الشهادة )شهادة التشغيل( أن يتعاقدوا مع مراكز صيانة خارج العراق، ومعترف بها دولياً حالها كحال كل الخطوط الجوية في العالم بل وأن الأغلبية من شركات الطيران الخاصة تعتمد على شركات صيانة لأدامة الطائرات بدل من تأسيس وحدة صيانة خاصة بها ذلك يسمح للشركة بالتركيز على خدمة الزبائن وتطوير الخدمات والتركيز على الأداء بدل الصيانة التي لها شركات متخصصة يمكن الاعتماد عليها حتى يتحسن الحال ؟
أسئلة كثيرة أضعها أمام العراقيين وأتمنى أن يكون أحد ما يمتلك أجوبة منطقية لهذه التساؤلات، وإلى يوماً نرى طائرنا الأخضر يحلق مرة أخرى حراً طليقاً أستودعكم بالله.
http://www.anhri.net/mena/irw/pr040000.shtml
http://www.emaratalyoum.com/business/arab-and-inter/2010-07-04-1.262393
مقالات وجدتها على الشبكة العالمية توضح جانب من البيع والشراء الحاصل لأجواء العراق
تحياتي كابتن عمار