قبل ٣ اشهر، وخلل زيارة الى لندن. خرجت للسير مع صديق لي يعيش هناك، نتحدث عن أيام الشباب
في البصرة قبل أن يهجرها أهلها ، وأثناء الحديث "ضربت بخشمي" رائحة كباب!
"وانتو عراقيي تعرفون كلش زين شيصير بالواحد من ينكفخ بريحة كباب وشوي "
وقفت وقلت "افييش ريحة هلي".
و ما أكللكم ، كمت اتخيل شلون راح اهجم على الشيش واشيلة من يا صفحة، وشراح أحط وياه من
ريحان وحباشات، وبعدين اتخيلت التكة والطماطة والسماك واللب" يبوووووووووه!!!
جعتوا لو بعد؟؟؟
فقرررنا ان نبحث عن مطعم عراقي وقال لي صاحبي تعال معي إلى "أجور رود" ، اللقب ب"شارع
النطقة الخضراء" لكثرة من كان فيه من مسؤولي الحكومة وحتى كتابة الوضوع ، فهناك مطاعم عراقية
كثيرة.
قبل عشرة اعوام كنت اسكن قريبراً من هذا الشارع، وتركت لندن لكثرة الزحام فيها الى مدينة اخرى،
وكان عندي فضول لعرفة كم تغير هذا الشارع بعد تلك السني وبعد ان تركه الكثيرون ليستلموا
مناصبهم في العراق الجديد، وعند دخولي إليه وجدته كئيبراً بعضالشيء، فقد تغيرت الحلت والسماء
والوجوه لكن الصناعات الثقيلة للوطن العرابي كانت متواجدة بقوة ، وجميع النشطة الثقافية الحديثة
الرتبطة بها كانت ظاهرة وفعالة. فالكان يعبق برائحة الشاورما والنراكيل بينما ينقل التلفاز مباراة
زامبيا وسريلنكا والجمهور مشدود نحو الشاشة ، وحتى النكليز جلسوا مندهشي ( ل من العرب بل
Very Tasty" من الكميات التي يأكلونها ) وهم يتذوقون الطعمة والزات الشرقية ويقولون للعرب "واو
(يعني الطعام لذيذ ، ياللهول!!) . بالناسبة ، ترى هاي كل مرة نفس السالفة!!! والنكليزي خطية مثل
الزمال يكرب طول حياته حتى يستر على روحه بقرض ويشتري له بيتراً، فعندما يرى ما يأكله الشرقيون
بس يعجبك اتصروره ! وينطبق عليهم الثل القائل "عند البطون تعمى العيون"!
وبينما أسير مع صديقي مرررنا بعدة مطاعم ولكنا كنا نسير الى مطعم محدد يحبه هو، وخلل سيرنا
وأنا اقرأ السماء إذ انتبهت إلى أمر. كانت بعض الطاعم تكتب بالعربي "مطعم عراقي او مأكولت
عراقية" ولكن بالنكليزية يكتبون أي شيء آخر ل يدل على أنه مطعم عراقي ، وأكملت السير حتى
وصلنا إلى الكان القصود وعند الباب شعرت بالهانة. نظرت إلى الباب وإلى داخل الطعم ولم أجد
أي شيء يدل على أنه عراقي سوى اللفتة .
وجدت علمراً لدولة أخرى أو كيان آخر. فابتسمت وأكملت السير نحو الطاولة التي سبقني صديقي إليها.
وجاء الخ الذي يسجل الطلبات وطلبنا الكباب واللب وباقي العدة وجلسنا نتحدث وننتظر الطعام.
وجالت عيناي في الكان يمينراً وشمالً، وأنا اتفحص الطعم ولم أجد صرورة أو أي شيء يشعرني
بأنني في مطعم عراقي . الطعام طعامنا والرجال في الداخل عراقيون، ولكننا ل نشعر بالترحاب!!!!؟؟؟
وكأننا نأكل الصدقات من محسن الينا وبعدها ندفع الحساب، الطعام ممتاز ولكننا غرباء عندهم.
وأثناء تناول الطعام حدثت صاحبي بشعوري ، فسكت قليلً وامتعظ لكنه لم يدر ماذا يجيب "
وطلّع قهره بالكباب"!!!
وهنا فكرت، أنني عندما أدخل الطاعم الصينية أجد اللوان البراقة والتني والبرورسلن الصيني ورجل
أو امرأة صينية يرحبان بالعالم، وكذلك في الطاعم الهندية أجد الفيلة والزخرفة الهندية الجميلة، والمر
ذاته في الطاعم اليطالية ذات الصور الجميلة التي يعلقونها للزوار، لكن في الطاعم العراقية أو التي
تدعي بأنها عراقية، ل شيء يدل على أن الطعم عراقي؟!؟
اكلنا وشربا شاي الستكان "زين ما جابولنا ماء حار وكيس شاي" ودفعنا الحساب وأنا أشعر بعدم
الرتياح، وعند الباب نظرت بوجه مدير الطعم وقلت له: "يا اخي الكريم، عاشت إيدك على الطعام
الطيب والمتاز واتمنى لكم التوفيق، عندي سؤال إحنا ضيوفك؟" فقال: "طبعراً" فقلت: "هل من العقول
أن ترحبوا بالضيف ول يشعر بارتياح أو ترحيب في هذا الكان؟" فقال: "ل، كيف؟" فقلت: "نحن يا
أخي في غربتنا، يا أخي على القل إضحك علينا وحطّ بعض المور التي تشير إلى العراق ؟ هذا
العراق بكبره أليس عندك صور او تحفيات من الشمال والجنوب ؟ أي شيء يا أخي بس قشمرنا،
مطعم لو مقر مال حزب ؟؟ الطعم مطعم ل يحمل شعارات وطموحات ؟ عيب شوي استحوا !!" تلعثم
بالكلم وأنكر أنه يقصد أي إهانة، ووعد باللتفات إلى هذه السألة، لكنني لم اصدقه لنه لم يقلها
بطريقة سلسة.
أخرجني صديقي بهدوء ولكنني بقيت أنظر إلى بقية الطاعم وأنا في طريق العودة فوجدتها تعاني نفس
الرض. وتابعنا الحديث في المر. واتفقنا على أن الطاعم عادة ما تكون من أبرز سمات الدولة العنية
ومطبخها، وعادة ما تكون طريقة ناعمة لشاركة الشعوب والحضارات الخرى الذاقات والطعمة للمطبخ
العني، كي تتعارف الشعوب على مذاقات بعضها بعضهراً وتتعايش بسلم، ونحن العراقيون حتى
مطاعمنا ل نعرف أن نتفق عليها. وال فشلة!!
آمل أن يتفهم أصحاب الطاعم هذه السألة الحساسة ،ً وأن يطرح كل عراقي شريف هذه التساؤلت
على أصحاب الطاعم مستقبل حتى تظهر المور على حقيقتها !!!!
ووال قد ذل من ل سفيه له !
الكاتب أبو راية
عند إعادة النشر يرجي ذكر القتباس من موقع شباب العراق للحصاء
www.iraqsurveys.com