عباس البصري ـ أوسلو / النرويج
كلنا نعرف الأنهيار الذي حصل في الدبلوماسية العراقية بعد أحتلال العراق عام 2003 فلقد كانت من أرقى المدارس الدبلوماسية في المنطقة من حيث الكفاءة و الأنضباط والحزم وحسن الأدارة، ونعلم بأن من ضمن المخططات هو تدمير سمعة وهيبة العراق داخليا وخارجيا ،ولقد تبرعت بعض الجهات العراقية بمهمة هذا التدمير، وأن أهم الجهات التي أخذت على عاتقها تركيع العراق دبلوماسيا هي الجهة الكردية، وبمخطط مرسوم لمحو عروبة العراق، وتلطيخ وجه العراق الخارجي من خلال مخططات جاءت ورسمت على مراحل ،بحيث أصبحت الدبلوماسية العراقية الحالية مصدر للتندر وأصدار النكات من قبل جميع البعثات العربية والأجنبية في العالم ،بسبب هزالة التمثيل الدبلوماسي من الناحية المهنية والكارزمية والأدارية والأمانة، ولقد علق أحد الدبلوماسيين العرب وهو من المخضرمين قائلا" بالفعل أنها صدمة مؤلمة لكل دبلوماسي عربي عريق عندما يتحاور أو يجامل دبلوماسي عراقي من عراق مابعد الأحتلال، فسوف يلمس البدائية والفراغ الفكري والمعرفي بأسس الدبلوماسية والعلاقات الدولية، فيشعر مباشرة بحجم المؤامرة والمآساة في هذا البلد العريق بكل شيء"
لقد هيمنت بعض الأطراف الكردية على الدبلوماسية العراقية بشكل كامل وحولتها الى لوحة مشوهة تماما، لأن التعليمات السرية التي تصدر من المافيات الكردية في وزارة الخارجية هي تحطيم وجه العراق العربي، و تحطيم نفسية المراجعين العراقيين عربا وتركمان وأحتقارهم بأي طريقة، وتقديم العلم الكردي على العلم العراقي، وضرورة تقديم كردستان على العراق عند الحديث وعند الحوار، تغليب اللغة الكردية على العربية، الإستهانة بالمناسبات الوطنية والتاريخية العراقية العربية ،والتركيز على المناسبات الكردية وتطويرها، دعم لوبيات لدعم الأكراد على حساب عمل السفارات العراقية، عدم الأنصهار مع البعثات العربية والإبتعاد عنها والتقرب من الإسرائيليين والأميركان والمافيات الأقتصادية والنفطية، تأخير وأتلاف معاملات الكثير من المراجعين العراقيين ـ أي منع ترويج معاملاتهم بطريقة غير قانونية وبحجج مختلفة ـ الهيمنة على البعثات العراقية وأحتقار جميع الزملاء العرب والتركمان وتشويه صورهم ماعدا الذين يتطوعون لخدمة التعليمات الكردية
ولهذا هيمن الأكراد على أهم البعثات العراقية في الخارج وراحوا ليبشروا بدولتهم المرتقبة بعد تحويل السفارات العراقية الى ورش علاقات عامة للحزبين الكرديين، وراحوا فعوموا الكثير من العقارات والبنايات التابعة للدولة العراقية ووضعوها خارج ملكية الدولة العراقية وبأسماء وهمية لتصبح فيما بعد ملكا لدويلة كردستان، ولقد ساعدتهم عصابات من دبلوماسيين قدمى وأداريين قدامى في وزاة الخارجية في مهمة تعويم العقارات والبنايات والحسابات السرية الضخمة، وهي بالمليارات لصالح الأكراد، وأهم أسماء هذه العصابات ( سعد الحياني، أسعد السعودي، زيد عز الدين، أسعد الفضلي، محمد الحاد حمود، والأعظمي،وغيرهم) ولقد عمد الأكراد على توزيع معظم الدبلوماسيين والدبلوماسيات بعد تحويلهم الى مسخ بحيث ( لا ينوصون ولا يحوصون) من خلال تركيع الكثير منهم من خلال التصوير والأفلام والتوريط، بحيث تحول هؤلاء الى عبيد الى الجهات الكردية... فلقد سيطر الأكراد على أهم السفارات العراقية في العالم ولا أحد يستطيع أن يعترض بعد فرض الهيمنة على الدبلوماسية العراقية بين جهتين بينهما أتفاق تاريخي وهما ( الحزبين الكرديين والمجلس الأعلى) ولهذا فالدبلوماسية العراقية تحكمها مافيا تابعة الى زيباري ومافيا تابعة الى الشيخ همام حمودي، أي الدبلوماسية العراقية بين لوبي إيران ولوبي إسرائيل!!!.
السفارة العراقية في أوسلو!
لقد فرح العراقيون المقيمون في النرويج بأن تكون لبلدهم سفارة عراقية ولأول مرة في مملكة النرويج، ولقد فرحوا أكثر عندما علموا بأن على رأسها سيدة عراقية / تركمانية أسمها المهندسة"سندس عمرعلي" لأنهم توقعوا سوف تكون هذه السفيرة نصير متطوع لقضاياهم لأنها من الأقليات، أي من أقلية يحبها العراقيون، ولكن وللأسف تبين بأن هذه السفيرة " كردية أكثر منالأكراد، وعنصرية أكثر من عنصرية الأكراد، لا بل منصهرة تماما بالثقافة الأميركية، وهي متطوعة خصيصا لخدمة الأجندة الكردية والأميركية فقط، أي أجندة الشركات الأميركية واللوبي الصهيوني" فهي منعزلة تماما وتكره العراقيين بطريقة واضحة ولا تحب التقرب منهم، وتتهرب من التحدث بالعربية بل تتحدث الإنجليزية في الشارع وفي السفارة وأثناء الحديث، وتحب العزلة والأبتعاد والتعامل مع غير العراقيين وسوف تعرفون الأسباب في نهاية التقرير لأنها أساسا غير مرسلة لخدمة العراقيين بل لمهام أخرى، وتعاملها فوقي ومتعالي للغاية، وعندما التحقت بالنرويج فضلت السكن والأقامة في أرقى فنادق العاصمة أوسلو أي بجوار البرلمان النرويجي وهو " فندق كراند هوتيل" وأخذت جناحا كاملا وكانت الخزينة العراقية تدفع لها مايقارب الـ 100 ألف دولار شهريا كمصاريف سكن وغذاء فقط وساونة ورياضة هي وعائلتها والمقربين منها، ناهيك عن الصرفيات الأخرى، وبقيت في الهوتيل أكثر من عام كامل وهي ترفض الأنتقال الى سكن عادي أسوة بالسفراء والدبلوماسيين والسبب لأنه لا أحد يتابع من بغداد ،والسبب الآخر لأن الست سندس مسنودة من قبل الأكراد، بعدها تحولت السفارة الى مافيا كردية تماما أي هناك موظفات وموظفين أكراد وإيرانيين ومن جنسيات أخرى لهم سلطات أعلى من السفيرة ولا يعرف مهمة هؤلاء، بحيث أن السفارة لا تنجز أي معاملة للعراقيين وكل مراجع لها يرسل الى السويد، وعندما يصل الى هناك وحال دخول ويتكلم بالعربية في السفارة العراقية في السويد يقولون له ( تعال بعد أسبوع) لأنها سفارة كردية وبإمتياز، ويرفضون التحدث بالعربية ناهيك عن العنصرية في التعامل وحسب ماذكرنا هي توجيهات خاصة بأحتقار العراقيين العرب...
وبعد الحملة الإعلامية من الشرفاء حول هدر الأموال العراقية راحت السفيرة سندس فاستأجرت مكانا في أرقى مناطق العاصمة أوسلو وهي منطقة سياحية تسمى " آكر بركّه" وبأيجار شهري 40 ألف كرون نرويجي شهريا، أي يبدو عنادا بالعراقيين، علما أن هناك بنايات أشتراها العراق كمقر للسفارة وكسكن للسفير ولكن الست سندس ترفض الأقامة فيها، وفضلت السكن على طريقة الأمير "الوليد بن طلال" لا بل راحت فسجلت أبنها في مدرسة خاصة يُدرس فيها نفس المناهج النرويجية وأن نظامها لا يختلف عن نظام المدارس النرويجية إلا بالبرستيج ( للعلم أن المدارس في النرويج كلها نظام واحد ومن الدرجة الأولى) ولأنه برستيج فراحت فسجلت أبنها المراهق هناك وتدفع من خزينة الدولة العراقية 50 ألف كرون لكل سمستر!!! علما ان المدارس النرويجية محترمة وفيها نظام تعليمي متطور وتقريبا متساوي في جميع مدن النروج
ماهذا الدلال؟
وماهي الخدمات التي تقدمها الست سندس وأبنها وسفارتها للعراقيين؟
الجواب: لا شيء إلا فقط من أجل عبارة ( مو يمنه معاملتكم... روح لسفارتنا بالسويد) ناهيك عن الطواقم التي شغلتها ست سندس و90% منهم من غير العراقيين ؟ وبوظائف مختلفة؟ وبعد التحري لمعرفة هذا السر الذي جعل العراق يفتتح سفارة في النرويج ولكنها لا تقدم شيئا للعراقيين؟
فعرفنا:
أن الست سندس قد تدربت عام 2002 في أمريكا بأشراف وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي أي أيه) وبعد تخرجها من الدورة التحقت بدورة أشرفت عليها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وتخصصت في أدارة ملف " التصنيع العسكري" بعد سقوط نظام صدام أي أشتركت بتعويم المنشآت العملاقة وما أحتوت من بنية تحتية هائلة ووزعتها على المافيا الأميركية والكردية والسوق السوداء التي أشرف عليها اللوبي الصهيوني، ولقد برعت السيدة سندس في مهمتها تماما بتمييع البنية التحتية للتصنيع العسكري في العراق، ولقد أبعدت الأعين عنها لأنها تركمانية ولم يتوقع العراقيون بأنها تركمانية مستكردة ومتصهينة، ولهذا يسأل العراقيون ( أين ذهبت المنشآت العسكرية، وأين ذهبت الطائرات والدبابات والمعدات ومخازن الأسلحة والصواريخ والمكائن والمعدات والمعادن والمخازن الخاصة بها؟ فالجواب عند الست سندس والفريق الذي كلف معها ويحتوي على بعض العسكريين العراقيين ونعرفهم فردا فردا وجميعا تدربوا مع ست سندس في أمريكا) فجاءت المكافأة لست سندس بأن تكون في رحلة أستجمام حيث أوسلو ولمهمة أخرى ولخدمة نفس الجهات التي دربتها وهي
أولا: تكون السفارة العراقية في النرويج عبارة عن مركز أدارة أعمال تابع الى دولية كردستان ، وتحديدا فرع رئيسي لشركات النفط الكردية، ولرجال الأعمال، أي أن الست سندس عبارة عن ضابط أرتباط تابع لـ "بزنس" الأكراد وتجارتهم التفطية مع النرويج والشركات الأسكندنافية وغيرها، وهذه مهمتها الأولى، ولهذا تم تخصيص موظفين خاصين لهذه المهمة من الأكراد وأبتعاثهم تحت غطاء دبلوماسي الى النرويج ومع بعض الشركاء من جهات متحالفة معهم من الأحزاب الشيعية.
ثانيا: مهمة الست سندس الثانية وبعد براعتها في مهمتها بعد عام 2003 بتمييع وزارة التصنيع العسكري العراقية وأدارتها لمفات أخرى خطيرة في بغداد، جاءت مهمتها السرية والتي أنطلقت من العاصمة النرويجية وهي ( التطبيع بين العراق وإسرائيل دبلوماسيا وسياسيا) ولقد قطعت شوطا في أعداد ملف العلاقات بين بغداد وتل أبيب، ولقد رتبت الى لقاءات سرية بين أطراف عراقية وإسرائيلية في أوسلو وفي عواصم أوربية أخرى.
ثالثا: المهمة الثالثة للست سندس تأمين برامج التدريت السرية لبعض الجهات العراقية في النرويج لأعداد الكوادر التي أعدت لأدارة الأقاليم بعد تقسيم العراق، ولدورات تدريب خاصة ولا زال هناك " كروب" يتدرب هنا في النرويج لمهمات خاصة.
وهناك مهمات أخرى..
والسؤال:
§ هل تعلم لجنة النزاهة العراقية بهذا؟
§ هل يعلم البرلمان بهذا؟
§ هل يعلم نوري المالكي بهذا؟
§ هل يعلم الشعب العراقي بهذا؟
- نسخة من المقال الى السلطات النرويجية!
الى اللقاء بالحلقة القادمة
- عراقي مقيم في النرويج